ابو عامر
عدد الرسائل : 7 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 31/07/2008
| موضوع: العزيمة و الارادة مفتاح النجاح الجمعة 16 يناير 2009 - 16:16 | |
| المنصور بن أبي عامر (366-392) هو محمد بن عبد الله بن عامر بن محمد أبي عامر بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك المعافري القحطاني . أبو عامر ، المعروف بالمنصور بن أبي عامر . هو من أسرة يمنية الأصل تنتسب إلى قبيلة معافر اليمنية . دخل جده عبد الملك إلى الأندلس مع طارق بن زياد وأظهر شجاعة في بعض العمليات العسكرية فمنح إقطاعات في الجزيرة الخضراء . قدم ابن أبي عامر إلى قرطبة شابا وأتم دراسته في جامع قرطبة ودرس الأدب على يد أبي على القالي ، وقرأ الفقه على يد أبي بكر بن القوطية والحديث على يد أبي بكر بن معاوية القرشي وغيره ، وفتح دكانا عند باب قصر الخليفة ليكتب للناس الطلبات والعرائض والالتماسات ، وسرعان ما استهوى الناس بذكائه ومهارته ، وبلغ خبرة الأميرة (صبح) زوجة الحكم المستنصر وأم ابنه (هشام) فعهدت إليه بالنظر في أمورها ووكلته بإدارة ضياعها الخاصة ، فأظهر كفاءة أعجبت بها وتوسطت عند زوجها الخليفة فولاه أمانه دار السكة (ضرب النقد) وبعد ذلك ولاه قضاء مدينة (ربة) ثم رقاه وولاه الشرطة والإشراف على أموال الزكاة والمواريث ، ثم جعله وكيلا لولده هشام ولي عهده ، ثم رفعه إلى الوزارة . لما مات الحكم المستنصر كان ابنه هشام صغيرا وخيف الاضطراب ، فضمن ابن أبي عامر لأم هشام سكون البلاد واستقرار الملك لابنها . كان يطمع بالاستيلاء على الملك ووضع خطة بارعة نفذها بذكاء وإحكام واتبع في تنفيذها المراحل الآتية: 1 - تقرب من جعفر بن عثمان المصحفي ، حاجب القصر ، وصاحب السلطة في الدولة وأقنعه بطرد حراس القصر ، وكانوا من الصقالبة الخصيان ، المعروفين بشدة البأس والقوة ، فنكبهم المصحفي وطردهم من القصر وأبدلهم بحراس اختارهم ابن أبي عامر من البربر. 2 - تقرب بعد ذلك من القائد غالب الناصري وكان من موالي الخليفة عبد الرحمن الناصر وهو من أعظم قادة الدولة وأمير مدينة (سالم) والثغر الأعلى وتآمر ابن أبي عامر معه ومع الحاجب المصحفي على قتل المغيرة أخي الحكم المستنصر وعم هشام بن عبد الملك وكان المغيرة يطمع بالخلافة ، فقتلوه وبايعوا هشاما ولقبوه (المؤيد) ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره . 3 - استطاع بدهائه أن يزيح الحاجب المصحفي ، فتزوج من أسماء بنت القائد غالب وبمساعدته استطاع أن يحتل مكان المصحفي ثم يقبض عليه ويسجنه ، ثم يقتله . 4 - وأخيرا انقلب على القائد غالب وتوجه لحربه سنة 371هـ وقتله في المعركة . 5 - حجب (هشام المؤيد) في القصر وأحاطه بخدم اختارهم لخدمته ومنعه من الناس وألهاه بكل ما يلهو به صبي في مثل عمره. ثم له بعد ذلك ما كان يطمع إليه ، واستأثر بالمالك . ظلت الدعوى في أيامه لهشام المؤيد على المنابر ، أما الملك فله وحده . ولم يضطرب عليه شيء مدة حكمه ، لحسن سياسته وعظيم هيبته . تآمر ابنه عبد الله على قتله مع آخرين ، لأن أباه آثر أخاه عبد الملك عليه ، وهو يظلمه حين يساويه به ، لأنه أكثر منه فهما وأعظم شجاعة ، وأن أباه يفكر أن يعهد إليه بالأمر من بعده ، وربما كان في شعور عبد الله أنه مظلوم شيء من الحقيقة ، لأن أباه كان يشك في بنوته ويعتقد أنه ربما كان ولدا غير شرعي ، بمعنى أن أمه لم تكن قد استبرأت تماما حين تزوجها ، فلم يكن يحبه كإخوته ، فلما اكتشف المنصور المؤامرة قبض على ابنه وأمر بضرب عنقه وقتل المتآمرين معه . غزا المنصور بنفسه خمسين غزوة ، لم ينهزم في واحدة منها طوال حكمه الذي استمر خمسا وعشرين سنة ، وجاست خيله في أمكنه لم يكن قد خفق فيها علم إسلامي من قبل ، وسقطت في يد المسلمين (شنت ياقب) في ولاية (جليقة) وهي أقدس مكان لمسيحيي أسبانيا ، ودانت له ملوك أسبانيا شمالا وجنوبا ، وانتصر على ملوك (قشتالة) و (نفارا) و (قطالونيا) ، وأنزل ببلادهم خسائر فادحة . تزوج ابنة (سانشو) ملك (نفارا) التي اعتنقت الإسلام وتسمت باسم (عبدة) وأنجبت للمنصور ابنه عبد الرحمن الذي أطلقت عليه اسم (سانشو) ذكرى لأبيها وكان يشبهه ، وقد حرفت العامة هذا الاسم إلى (شنجول) . مات المنصور في إحدى غزواته بمدينة سالم ولا يزال قبره معروفا فيها ، وخلفه ابنه عبد الملك الملقب بالمظفر . توفى عن 66 عاما وأمر بجمع ما علق عليه من الغبار في غزواته ومواطن جهاده وجعل منها صرة وضعت مع حنوطه عند دفنه . بني مدينة الزاهرة بشرقي قرطبة على النهر الأعظم ، محاكيا بها الزهراء التي بناها الخليفة عبد الرحمن الناصر وبني قنطرة على الجسر محاكيا الجسر الأكبر في قرطبة وزاد في جامع قرطبة مثليه . دفن في قصره بمدينة سالم ونقش على قبره الأبيات التالية :آثـــاره تنبيــك عــن أخبــاره
| حـــتى كــأنك بــالعيون تــراه
| تاللــه مــا ملــك الجزيـة مثلـه
| حقــا ولا قــاد الجــيوش سـواه
|
مدحه شاعره ابن دراج القسطلي بعدة قصائد ، يصف سخاءه وبطولاته وانتصاراته منها قصيدته التي يقول فيها مجـير الهـدي والـدين مـن كل ملحد
| وليس عليـــه للضــلال مجــير
| تلاقــت عليـه مـن تميـم ويعـرب
| شــموس تـلالا فـي العـلا وبـدور
| مــن الحــميريين الــذين أكـفهم
| ســحائب تهمــي بـالندى وبحـور
| لهــم بــذل الدهــر الأبـي قيـاده
| وهــم سـكنوا الأيـام وهـي نفـور
| وهـم نصـروا حـزب النبـوة والهدى
| وليس لهــا فــي العـالمين نصـير
| ألا كــل مـدح عـن مـداك مقصـر
| وكــل رجـاء فـي سـواك غـرور
| لقـد حـاط أعـلام الهـدى بـك حائط
| وقــدر فيــك المكرمــات قديـر
| مقيـم عـلى بـذل الرغـائب واللهـى
| وفكـرك فـي أقصـى البـلاد يسـير
| فعــزمك بــالنصر العزيـز مخـبر
| وســعدك بــالفتح المبيــن بشـير
|
| |
|